قيد الإنشاء - أنتم الآن في رحاب ملتقى الأدب الوجيز - قيد الإنشاء

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

من "كان يا مكان" إلى "القصة الوجيزة"

أ. د. درية كمال فرحات *


كان يا ماكان في قديم الأزمان" عبارة تربّى الكثير منّا عليها، فما من طفل إلّا وعشق الحكايات، وكان ينام على صوت والدته وهي تهدهد له وتروي حكاية تسهم في نومه، بل إنّ هناك سلسلة ظهرت سمّيت بحكايات جدّتي. ومن الواضح أنّ بداية الحكاية كان حكاية بحدّ ذاته، وقد جاءت من الموروث الشّعبيّ، ومنشؤها اجتماعيّ يرتبط ببيئة الرّاوي والمستمعين، وكانت هذه الحكايات هي التي تؤنس مجالس السّمر، وإفساحًا في المجال لتنويع الحكايات، واستمراريتها كانت تضاف الخبريات والأحداث على الحكاية، ما يبعد الملل عن السّامعين.
وبالنّظر إلى عبارة كان يا ما كان نرى أنّها قد تغيرت، فكانت عبارة طويلة: "كان يا مكان، يا مستمعي الكلام، الآن نحكي وبعد قليل ننام"، وقد يُضاف إليها عبارات ترتبط بالمفهوم الدّينيّ، ومع مرّ الزّمن اقتصرت على الجزء الأوّل منها. وربما لم يهتم الطّفل يومًا لمعنى هذه العبارة أو أهميتها، إنّما هي إشارة تدلّه على بدء الكلام، وفيها من التّشويق الذي يدفعه إلى الإنصات، والاستعداد إلى ما سيلقى عليه.

الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

تشكُّل الوعيّ الجمعيّ، حيثيّات ودلالات

الناقد أمين الذيب - مؤسس الأدب الوجيز

  أمين الذيب  * البناء 23 تشرين الأول 2019



الجماعة، في الاجتماع البشري، توافُق يقيني تشترك فيه مجموعات متجانسة، تلتقي على مفهوم أو مفاهيم تتبنّاها كنمط فكريّ اجتماعيّ سياسيّ اقتصاديّ أدبيّ فنيّ، تنشأ من خلاله شخصيّة مجتمعيّة تنطبع بطابعه، وتتكوّن وجهة النظر الى الحياة التي تُبنى من خلالها علائق مُستقرّة في حركيتها ونتاجها الفكري والأدبي والإيديولوجي.
الوعيّ هو إدراك الفرد أم مجموعة من الأفراد أو مجتمع، للذّات الوجوديّة، والقدرة على التعبير عنها بسلوكٍ عارف بما يُحيط به ومُدرك لحركيّة الوجود، كما يعتقدها أو كما بُنيت مُعتقداته في الدين والسياسة والاجتماع.
ماهيّة الوعي الجمعيّ في حيثيّاتها تقوم على المعارف المُكتسبة أم المتوارثة أو المُتأثِرة بغيرها، أو المُستفيدة من السياقات الفكريّة والفلسفيّة التي ظهرت وعُرِفت في المسار الإنسانيّ منذ ملحمة جلجامش حتى الآن. وهذا يطرح السؤال الاستدلالي، هل مارس الإنسان حريّة التفكير والاختيار أم تظافرت عوامل وأسباب حرفته عن مساره الإنساني واعترضت الحقائق بأوهام مركّبة ترتكز على مُعضلة الموت والولادة والخلود، فنشأت الملاحم والأساطير والأحداث الدينيّة التي وظفت الآلهة وخاطبتها وخاطبته ليترسخ في المفاهيم البشرية يقينيات تعمّمت على البشريّة قاطبة.

الأربعاء، 9 أكتوبر 2019

الكلمة في الأدب الوجيز : خلخلة الثابت والذوات المتعدّدة

كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh

  كامل فرحان صالح *

لم يعد خافيًا على المهتمين بالشأن الإبداعي الأدبي شعرًا ونثرًا، إدراك وقع فضاءات الكلمة وعوالمها في سياقاتها عبر خروجها على غير تفسير ومعنى، وكأن الكلمة تصبح نافذة تطلّ على مساحات رحبة من العلاقات والدلالات والمستويات…، فتبدو في حروفها القليلة المتصلة، قادرة على أخذ متلقيها، إلى حيث يريد في لاوعيه، وما يختزنه من ثقافة، وما عاشه من تجارب.
وإن كان ثمّة اهتمام تاريخي بـ»الكلمة»، وتركيز أساسي عليها في عمر الحضارات، لكونها المفتاح لأبواب التحوّلات الكبرى، فإن توظيفها اليوم، ضمن ما بات يُعرف باسم «الأدب الوجيز» يأتي في هذا السياق، إذ إن «الكلمة» لم تعد أيقونة هذا النوع الأدبي فحسب، بل هي «ماء النص» الذي يعكس ما تمور به روح المبدع والمتلقي، فيحمّلها كل منهما، مخزونه المعرفي، وانفعالاته الإنسانية الممتدة منذ خلق آدم من طين إلى يوم عودته إلى الطين.
لا يمكن للكلمة في الأدب الوجيز أن تكون، إلا في انزياحها عن معناها لتنحو منحى الدلالات/الحالات المتعددة، إذ يمكن للكلمة الواحدة أن تحمل قارئها إلى حالة من النور، وحالة أخرى من العتمة، حالة من القلق وحالة من الاستقرار، حالة من العشق وأخرى من الكره…، وهكذا هي في توليد مستمر للدلالات مع حالة كل قارئ. أما إن استقرت وثبتت، فقد انتهى ارتباطها بالأدب الوجيز عبر نوعيه: شعر الومضة، والقصة القصيرة جدًا.

الجمعة، 21 يونيو 2019

النقد العلمي والواقع الثقافي العربي

كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
 ♦  د. كامل فرحان صالح

ورقة بحثية قدمت في:

مؤتمر ملتقى الأدب الوجيز التأسيسي في بيروت - 2019 بعنوان: 

الأدب الوجيز هوية تجاوزية جديدة

التنظيم: ملتقى الأدب الوجيز برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، وبالشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية

المكان والتاريخ: بيروت في 21 حزيران 2019


النقد العلمي والواقع الثقافي العربي

 كامل فرحان صالح

أستاذ في الجامعة اللبنانية

أتناول في ورقتي بإيجاز شديد، ثلاث نقاط:

الأربعاء، 9 يناير 2019

قراءة تطبيقيّة في قصص قصيرة جدًا/ قصص وجيزة

أ.د درية فرحات

أ. د. درية فرحات


جريدة البناء


تتجلّى أركان القصة القصيرة جدًا في القصصيّة والتّكثيف، فهذا النّوع يتميّز بقصر الحجم والاعتماد على الإيحاء المكثف، بالإضافة إلى سمة التّلميح والاقتضاب، واعتماد النّفس الجملي القصصي المرتبط بالحركة والتّوتر مع الميل إلى الحذف والإضمار، أمّا التّقنيات فتتمثل في خصوصية اللغة والإنزياح والمفارقة والتّناص والتّرميز والأنسنة والسّخرية والمفارقة والتّنويع في الاستهلال والاختتام. وإذا كنا قد تناولنا بعض هذه الأمور في مقالات سابقة -نُشرت في هذا المكان- منطلقين من تأطير النّوع وتبيانه، فسنحاول في هذه السّطور الموجزة أن نقدّم قراءة في بعض القصص القصيرة جدًا، فالبناء النّظريّ لن يكتمل من دون التّطبيق.

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

القصة القصيرة جداً بين التأطير وتحوّلات الفنّ القصصي

  أ. د. درية فرحات * البناء 17 تشرين الأول 2018



القصة هي مجموعة من الأحداث يرويها الكاتب القاص وهي تتناول حادثة أو حوادث عدّة، تتعلّق بشخصيات إنسانيّة مختلفة، تتباين أساليب عيشها وتصرّفها في الحياة، على غرار ما تتباين حياة النّاس على وجه الأرض. ويكون نصيبها في القصة متفاوتًا من حيث التّأثّر والتّأثير. والسرد القصصي يعتمد على تمكين كلّ شخص من تحويل قضاياه اليومية أثناء مشاركتها مع الآخرين لقصة مثيرة للانتباه. وقد أفاض النّقاد في تعريف القصة وفنّ السّرد، وأظهروا الفرق بين أنواع السّرد والقصّ. يعرّف فؤاد إفرام البستاني القصة، فيقول: «القصة هي تتبّع وتقصّي أخبار النّاس وفعالهم شيئًا بعد شيء أو حادثة بعد حادثة». ويقول جبور عبد النّور إنّها «أحدوثة شائقة، مرويّة أو مكتوبة، يُقصد بها الإقناع أو الإفادة».

قصائد تبحث عن وَمضتها !

د. باسل الزين 

د. باسل الزين * البناء 17 تشرين الأول 2018


صَدَّر أدونيس كتابَه «ديوان البيت الواحد» بالقول: «… تنهض هذه المُحاولة على قاعدة البيت الواحد. وهو بيت يقوم على الفكرة الومضة، أو الصّورة اللّمحة، أو المعنى الصّورة… هكذا ينفتح مجال آخر لامتحان التّجربة، رؤيةً وكشفًا». ويُضيف في موضع لاحق من التّصدير: «اللّغة في هذا كلّه تتجاوز كونها أداة إيصال أو تخاطب أو تفاهم، لتكون طاقة اكتشاف وإبداع».
إنّ الوقوف على مرامي هذه العبارات المختارة من النّصّ الأدونيسيّ يقتضي قبل كلّ شيء التّعريف بهذه المحاولة الجريئة الّتي أنجزها الشّاعر ونشرها في العام 2010، وهي لعمرنا محاولة تصبّ مباشرة في خانة النّضوج الفكريّ والاكتمال البنيويّ لمسيرة فكريّة وشعريّة خاضها الشّاعر منذ ما يربو على الخمسين عامًا.

جديد الموقع

#صباحكم_ومضة

اقرأ أيضًا

الأكثر مشاهدة