♦ لطفي التياهي – تونس
جريدة البناء - 31 آذار (مارس) 2021
أن تَكتب الومضة هو تمامًا كأن تكون جالساً في أمان الله وتقوم لتقبيل قطار يجري بسرعة الصّوت.
يقول الشّاعر التونسي رحيم جماعي، الومضة:
أن تُنير ليل العالم
الطّويل… بشمعة
ليس ثمّة شكّ في صعوبة تِبيان ملامح الومضة وطرائق كتابتها والتمكّن من ناصيتها، فهي عصيّة عن المَسك متمنّعة عن المُتاح والمألوف في علاقة بسوابق ما نعرفه وما ألفناه عن النّص الشّعريّ، وإن حاول بعض المنظّرين والدّارسين محاولة تثبيتها، بما جعلوه مشتركًا بينها وبين الشّعر من أساليب فنيّة، فقد تنفض عن نفسها هذا المشترك مُستقبلًا لندرك أنّها جنس آخر من أرض الكَلَمِ ولا تقاطعات كلاسيكيّة لها مع النص الشّعري كما عهدناه سلفًا، وإنّما تجب دراستها كنمط مستقلّ بأدوات جديدة تخصّها من دون سِواها.