قيد الإنشاء - أنتم الآن في رحاب ملتقى الأدب الوجيز - قيد الإنشاء
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أبحاث. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أبحاث. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 7 أبريل 2021

ملامح الشعريّة في نماذج من قصيدة الومضة

إلهام مسيوغة صفّارة

إلهام مسيوغة صفّارة

جريدة البناء - 7 نيسان (أبريل) 2021

الصورة الشعريّة من مميّزات قصيدة الومضة. وسنحاول مقاربة بعض الومضات لمعرفة مدى تساوقها مع المبادئ التنظيريّة في حقل الأدب الوجيز. تخيّرتُ ثلاث ومضات من أجمل ما قرأت في شعر الومضة للشاعر التونسي لطفي تياهي:

الومضة 1

يبدو غريباً… في الخزانة معطفي…
دون رصيف

اعتماد الصورة الشعريّة
على الرّمز

الأربعاء، 31 مارس 2021

الومضة نص شعريّ

لطفي التياهي – تونس

جريدة البناء - 31 آذار (مارس) 2021


أن تَكتب الومضة هو تمامًا كأن تكون جالساً في أمان الله وتقوم لتقبيل قطار يجري بسرعة الصّوت.
يقول الشّاعر التونسي رحيم جماعي، الومضة:

أن تُنير ليل العالم

الطّويل… بشمعة


ليس ثمّة شكّ في صعوبة تِبيان ملامح الومضة وطرائق كتابتها والتمكّن من ناصيتها، فهي عصيّة عن المَسك متمنّعة عن المُتاح والمألوف في علاقة بسوابق ما نعرفه وما ألفناه عن النّص الشّعريّ، وإن حاول بعض المنظّرين والدّارسين محاولة تثبيتها، بما جعلوه مشتركًا بينها وبين الشّعر من أساليب فنيّة، فقد تنفض عن نفسها هذا المشترك مُستقبلًا لندرك أنّها جنس آخر من أرض الكَلَمِ ولا تقاطعات كلاسيكيّة لها مع النص الشّعري كما عهدناه سلفًا، وإنّما تجب دراستها كنمط مستقلّ بأدوات جديدة تخصّها من دون سِواها.

الأربعاء، 17 مارس 2021

بين قصيدتي التفعيلة و الومضة - في سمات التقاطع والتباين

كامل فرحان صالح - kamel saleh  كامل فرحان صالح * جريدة البناء 17 آاذار (مارس) 2021


يمكن وضع خيط رفيع بين قصيدة التّفعيلة وقصيدة الومضة التي هي من أسس الأدب الوجيز. لكن من الثابت، أن مساحة التلاقي بين هذين النوعين واسعة جدًا، ويصعب على المرء وضع سمات نهائيّة تبرز التباين بينهما؛ فإذا كانت قصيدة التّفعيلة قد بقيت على صلة ما بالمثال العموديّ ولا سيما من نواحٍ عدّة: التّفعيلة، والرّوي والقافية على الرغم من تنوّعها فيها، وأحيانًا اختفاء تكرار الرّوي والقافية في بعض القصائد، فإنّ قصيدة الومضة قد قطعت هذا الصّلة نهائيًّا، فغابت عنها سمات العموديّة الشّعريّة العربيّة، لتبقى متصلة بهذا التراث العربي باللغة، وباستحضار رموزه وأساطيره وحكاياته… من دون وجود صلة شكليّة.

ويمكن للمرء ملاحظة بعض سمات قصيدة التّفعيلة وقصيدة الومضة، والتمايز بينهما، عبر الآتي:

الأربعاء، 10 مارس 2021

النصّ الوجيز


د. باسل الزّين * - جريدة البناء - 10 آذار 2021


لم تعد مسألة تداخل أنماط التّعبير وأشكاله مسألةً إشكاليّة بمعنى الرّفض والقبول، بقدر ما أصبحت مسألة إبداعيّة تُحاكي جماليّة الخطاب، والقيم الفكريّة والإنسانيّة التي ينطوي عليها. بهذا المعنى، برز استخدام مصطلح «نصّ» بوصفه مصطلحًا جامعًا مانعًا لقولٍ يشتبك فيه الصّراع الذاتويّ بين رفد مجرى الشّعر، وتتبع سياقات النثر الجميل، واقتناص أجمل ما في القصّ من روحيّة السرد، وطرافة المغزى.
وعليه، لم ينأَ الأدب الوجيز عن هذه المسألة، بل دخلت في صلب اهتماماته منذ أن سعى إلى تقعيد تصوّراته النظريّة المقرونة بالأشكال التعبيريّة.

الأربعاء، 3 مارس 2021

ملتقى الأدب الوجيز مسيرة تجاوزيّة

أ.د درية فرحات  - 3 آذار 2021 - جريدة البناء


تلقّى ملتقى الأدب الوجيز تهنئة الدّكتور عبدالله الشّاهر من سورية بتولي هيئة إداريّة جديدة لملتقى الأدب الوجيز، وأشار إلى بعض الأفكار التي تبنّاها مؤسس ملتقى الأدب الوجيز، ونشكر الدّكتور عبدالله على مباركته، التي تلقيناها بمشاعر مختلفة، فتارة شعرنا بما تحتويه معنى المباركة، وتارة أخرى كانت الغصّة تملأ قلوبنا لأنّ هذه الهيئة الإداريّة قد غاب عنها حضور الرّاحل أمين الذيب، وإن كان غيابه بالمفهوم الماديّ، لكنّه حاضر بالمفهوم المعنويّ.

وتجدر الإشارة إلى أن الملتقيات والجمعيات الثقافيّة وغيرها تُبنى على هيكلية تنقسم بين الهيئة الإدارية والهيئة العامة، وتسعى كلّ من الهيئتين إلى تحقيق ما يهدف إليه الملتقى أو الجمعية. وهكذا كان دأبنا في الملتقى، ولم تكن المناصب هي التي تشغل بالنا بقدر ما نكون فاعلين في العمل، وكان ذلك أثناء وجود أمين الذيب وبعد رحيله.

السبت، 20 فبراير 2021

الإيقاع الداخليّ في الومضة

أمين الذيب 

كلمة الراحل الافتراضية لافتتاحية مؤتمر سوسة (تونس) الذي لم يُعقد بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا


أن يتصدّى صالون الأدب الوجيز لمسألة الإيقاع في الومضة، يشكّل بحدِّ ذاته حالة بالغة الحساسيّة النقديّة، خاصّة أنّ المُلتقى يعتبر ذلك خطوة مُتقدمة في مسألتي التجديد القائم على التكثيف والتجاوز، والإيجاز القائم على الاتساع الداخلي في اللغة وطاقة المفردة والإيقاع الداخلي، وكسر أنماط الحواس، إضافة للازمة الإدهاش في النصّ. الومضات موضوع اليوم تستدعي إلقاء نظرة فاحصة على مسألة الإيقاع والرؤى الجديدة على ضوء محاولة ابتكار زمن أدبي جديد، يتجاوز المفاهيم النقديّة التي نشأت لتوائم زمن الحداثة الشعريّة، وما بعد الحداثة لمُحاكاة زمن الأدب الوجيز.

الأربعاء، 17 فبراير 2021

المفارقة بين الأغنية الحديثة والقصة الوجيزة

صبحي الفحماوي – الأردن 


إنّ الإدهاش هو هدف رئيسيّ من أهداف القصة الوجيزة أو القصة القصيرة جدًا، كما هو الحال في القصة والرواية. وقد ساهمت وسائل الاتّصال الحديثة في انتشار الأقصوصة، وساهمت الأغاني الحديثة في ترسيخ مفهوم الأقصوصة، أو القصة القصيرة جدًا مثلما جاء في الأشعار القصيرة للأخوين رحباني، التي تشدو بها فيروز قائلة بصوتها السّاحر:

الأربعاء، 27 يناير 2021

الومضة والذات الكونيّة


ميساء طربيه * - جريدة البناء - كانون الثاني ( يناير ) 27 - 2021


مرّت القصيدة العربية بمراحل تطوريّة في الشّكل والمضمون، بما يلائم العصر والبيئة والإنسان. فالقصيدة نتاج تصوّر وتصوير عن الطبيعة والإنسان، «لهذا كان لكل حقبة زمنية زمانها، ولكل زمن قصيدته. وعند هذا المِفصل يكمن تميّز الحداثة الشعريّة».

يستدعي تطور الزّمن تطور القصيدة في الشّكل والمضمون، لأن عجلة الحياة تقدّمية، تطرأ فيها تحولات على كل المستويات الفكريّة، الاقتصاديّة.. الّتي تتأثر وتؤثر في أشكالها التعبيرية ومنها القصيدة.

سأتناول شكلين للقصيدة من زمنين مختلفين، وهما القصيدة العموديّة والومضة، وأخص التمايز بينهما من حيث الأغراض والمواضيع وتجلياتهما في الشّكل والمضمون.

الأربعاء، 20 يناير 2021

المفارقة بين الصّدم والإدهاش

د. باسل بديع الزين




ينبني النصّ الشّعريّ بقصد تحقيق المفارقة. هذا القصد على بيانه القطعيّ، وجزمه الرّيبيّ، بات، في خلدِنا، في حكم البداهة، لا لشيء إلّا لأنّنا نروم المفارقة في أبعادها القصيّة، وتجليّاتها الحدسيّة – التّفكريّة.
بيد أنّ مناط الخَلْط يبرز في ما أجرؤ على تسميته بالتّحوير المفهوميّ، وأعني، تحديدًا، الخلط بين قدرة المفارقة على الصّدم، وقدرتها على الإدهاش.
الحقّ أنّي لن أعرج إلى باب اللّحمة المنطقيّة، ودور اللبنات العقليّة في تكوين نصّ شعريّ متماسك، ذلك بأنّي سأفُرِد مقالًا منفصلًا أتناول فيه هذا الجانب. لذا سأكتفي برصد التّفرقة التي أراها بيّنة وضروريّة بين الصّدم والإدهاش.
الواقع أنّنا إذا استعرضنا السّياقات التي يُستخدم فيها فعل صدمَ، لألفيناها كما يلي:

الأربعاء، 13 يناير 2021

التّرميز في القصّة القصيرة جدا / الوجيزة : قصص حسن البطران في مجموعته "مارية وربع من الدّائرة" أنموذجًا

د. درية فرحات
أ. د. درّيّة كمال فرحات - جريدة البناء 13 كانون الثاني 2021


اتّسم تحديد مصطلح الرّمزيّة Symbolisme بكثير من الاضطراب، فتعدّدت استخدامات الكلمة بمعانٍ متنوّعة، ويمكن أن يُقال عنها إنّها "محاولة لاختراق ما وراء الواقع وصولًا إلى عالم من الأفكار سواء كانت أفكارًا تعتمل داخل الشّاعر - بما فيها عواطفه – أو أفكارًا بالمعنى الأفلاطوني بما تشتمل عليه من عالم مثالي يتوق إليه الإنسان". واستخدام الرّموز ناتج عن إدراك البديل، والمجتمع هو الذي يحدّد معنى الرّمز، أو هو الذي يُضفي على الأشياء الماديّة معنىً معيّنًا فتُصبح رموزًا. ومع أنّه لابدّ من أن يكون للرّمز وجود ماديّ ملموس حتّى يصبح جزءًا من التّجربة الإنسانيّة، فإنّ اكتشاف معنى الرّمز لا يتمّ عن طريق فحص ذلك الكيان أو الشّكل الماديّ وحده، وإنّما يمكن إدراك معناه فقط، بالإلتجاء إلى وسائل وطرق أخرى غير مجرد الاعتماد على الحواس.

الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

الأدب الوجيز.. جدليّة الحجم والكتلة

د. الحبيب الدايم ربي * جريدة البناء - ديسمبر 2, 2020


قد توفر الإبدالات الفنية الجديدة، في كثير من الحالات، مخرجاً مشرّفاً لبعض عديمي المواهب، فيحاولون ركوبها، ظناً منهم أنها «سهلٌ سُلّمُها»، وأنها سبيلهم لتغطية عجزهم. والحال أن لا مكان للسهولة في الفن الجدير بفنيته. فالذين تلقفوا قصيدة النثر من منطلق عجزهم عن الاستجابة للمعايير الخليلية، أو الذين احتضنوا القصة القصيرة جداً والومضة وقصيدة الهايكو والنثيرة والتغريدة و… نكاية في قصورهم عن كتابة أجناس أخرى، كل هؤلاء وسواهم لن يفلحوا في مسعاهم أو يأتوا بجديد. وهذا التطاول الذي نلحظه في واقع الممارسة الأدبية له ما يضاهيه في مجالات أخرى كالغناء والتشكيل والمسرح وما إليه.
لذلك فإن الأسئلة العميقة التي يطرحها «الأدب الوجيز» تقتضي وعياً نظرياً وإجرائياً للخوض فيها وتحصينها من الدخلاء ومواكبتها، بل والمساهمة فيها. حتى يتم قطع الطريق على كثير من الباحثين، عن موطئ قدم، ضمن هذا المشروع الجديد.

الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

الومضة والإدهاش في الأدب الوجيز

تمارا أمين الذيب



الومضة نبض من نبضات القلب، وكم من ومضة نومض لنحيا. نومض لنبعث الحياة في جسد شاء القدر أن يكون القلب فيه رحمة، والرحمة ومضة والحياة ومضة والحب ومضة والخلق ومضة. وكل ومضة تنتج عنها ومضات تشكل بنيتها وهيكلها. وتبقى الروح بالومضة الأساس التي استوحاها الشاعر من عالمه المتخطي ليومض ومضات متتالية تعطي للحياة روحاً ومعنى.
وما المعنى اذا كان قد قيل لا جديد على هذه الأرض؟؟

الأربعاء، 11 مارس 2020

الرؤيا في الومضة : معنى المعنى الذي لا معنى يحدّه

كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
كامل فرحان صالح *

تأخذ كلمة «رؤيا» (بالألف) القارئ إلى غير دلالة ومعنى، لكن ثمة شبه إجماع عند المفسّرين وعلماء اللغة والنقّاد، على ربط الرؤيا بـ»الاستشراف»، ومسعى المرء لـ»كشف الغيب» من دون أن يقصد ذلك.
فالرؤيا بخلاف الرؤية (بالتاء المربوطة)؛ فإذا كان معنى الأولى يخرج على سياقات ما يمكن إدراكه بالحواس الخمس، بل وكسر هذه الحواس غالبًا، عبر تأكيد سيادة الحلم أو الشعور أو الاثنين معًا، فإن معنى الثانية، ينحصر بالنظر عبر العين، وهي إحدى الحواس الخمس، أو هي العين «المظهر» على حدّ تعبير الشيخ الأكبر محي الدين إبن عربي (1165 – 1240م) في «الفتوحات»، لأنها تظهر الوجود بحدود معينة ومحددة.
لعله من الممكن القول إذًا، إن الومضة في الأدب الوجيز لا تستقيم بسمات التكثيف، والإيجاز، والاتساع الداخلي للطاقة الشعورية، وفتق آفاق التخيل، وكسر أنماط الحواس الخمس، والمعنى الذي يحدد الشكل، والدهشة والمفارقة، فحسب، بل تستقيم الومضة كذلك، بالإيحاء، والبُعد التّخيليّ التشاركيّ، وطاقة المفردة، والاتساع الداخلي للغة، والإيقاع الداخلي، ودائرة التشظيّ، ولعل استقامتها الفضلى تكون بـ»الرؤيا».
وإذا كان الأدب الوجيز عمومًا، يتمتع بعناصر لا تبدو متباينة عن

الخميس، 5 مارس 2020

الومضة هي ضوء... 
إذاً الومضة هي قصيدة

  ميساء طربية

جريدة البناء - آذار (مارس) 5, 2020


يُعتبر الضّوء شكلاً من أشكال الطاقة الّتي تتكّوّن من أمواج كهرومغناطيسية، والمصدر الرئيس للضّوء على وجه الأرض، هو الشّمس1، والضّوء الّذي نراه بالعين المجردة هو طيف الأشعة الكهرومغناطيسيّة.
وتنشأ الموجة الكهرومغناطيسية، عندما يتمّ تسريع جسيم ذري أو دون ذري، مثل الإلكترون، بواسطة مجال كهربائي مما يؤدّي إلى تحركه، وتُنتج هذه الحركة مجالات كهربائية ومغناطيسية متذبذبة، وتنتقل متعامدة على بعضها البعض، ولها سرعة تُعرف بسرعة الضّوء2، وهي وحدة قياس في الفضاء الخارجيّ.

الأربعاء، 26 فبراير 2020

دائرة التشظي في الومضة : كسر المرجعية

كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
  د. كامل فرحان صالح *


تشترك النصوص الإبداعية في الأدب الوجيز بسمات عامة، يمكن إيجازها بالآتي: التكثيف، والإيجاز، والاتساع الداخلي للطاقة الشعورية، وفتق آفاق التخيل، وكسر أنماط الحواس الخمس، والمعنى في النص يحدد شكله الخاص، والدهشة والمفارقة.
وقد ارتسمت هذه السمات العامة، بعد نقاشات استمرّت في غير جلسة، عقدتها جماعة ملتقى الأدب الوجيز في لبنان في أواخر العام 2019 وبدايات العام 2020.
وفي ما جرى التوافق مبدئيًّا، على السمات العامة، كذلك وضعت سمات خاصة لكل من: الومضة، والقصة الوجيزة.
أما سمات الومضة فترتكز على: الإيحاء، والبُعد التّخيليّ التشاركيّ، وطاقة المفردة (21 كلمة)، والاتساع الداخلي للغة، والإيقاع الداخلي، والرؤيا، والدائرة المتشظيّة.
في المقابل، ترتكز السمات الخاصة للقصة الوجيزة على: تنامي الحدث، وشخصيّة أحادية، ونموّ الأفعال، ودائرة مفتوحة على ألا تتعدّى 21 كلمة من دون أدوات الربط، والجمل القصيرة، والبُعد التشاركي في إنتاج المعنى بين المؤلِّف والقارئ.
لكن ما يسعى البحث إلى تناوله في هذا المقام، هو خاصية «دائرة التشظي» في الومضة، إذ تعدّ مفتاحًا من مفاتيح المساعدة لبناء جسور التواصل بين الأدب الوجيز عمومًا والومضة منه خصوصًا من جهة، والقارئ/ المتلقي من جهة أخرى.

الأربعاء، 8 يناير 2020

الأدب الوجيز نوعٌ أدبيّ؟

كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
 كامل فرحان صالح *

أستاذ في الجامعة اللبنانية

هل يمكن الحديث عن نوع أدبي جديد اليوم من خارج الأنواع (الأجناس) المعروفة والمتوارثة؟
يبدو أن طرح هذا السؤال مشروع، في ظل صعوبة البت بهذا الموضوع، نظرًا لتراجع حركة النقد الأدبي عالميًّا لمصلحة حركية "الفوضى" التي سببتها العولمة على غير صعيد. ولعل المرء لا يغالي إذا قال إن البت النهائي بأنواع أدبية جديدة قد بات شبه متوقف منذ الحرب العالمية الثانية، وكل ما يصل القارئ اليوم من بروز لنوع أدبي، يلحظ عند التدقيق والمتابعة، وجود تخبط غير قليل في تحديد سمات هذا النوع وخصائصه.
أمام هذا المشهد الضبابي، هل يصحّ الحديث عن طرح "الأدب الوجيز" بوصفه نوعًا أدبيًّا جديدًا؟
لا شك بدايةً، إن الحديث عن الأنواع الأدبية الشعرية منها والنثرية، يجد مسوغًا له تفرضه المستجدات التي تطرأ على واقع الأدب، وإذا تأخر النقّاد والمؤرخون عن ملاحظة ظاهرة نوع أدبي جديد، فهذا لا يعني عدم وجودها؛ فالأنواع أشكال متحركة، قابلة للاختراق والتداخل والتحول، ويبرز التاريخ الأدبي، مدى اتسامها بنشاط تطوري ناتج من حركية المجتمع نفسه. وعلى الرغم من تفاوت الاهتمام بالأنواع الأدبية على مرّ العصور، إلا أن النقاش الدائر حولها، كما يلحظ أصحاب كتاب "نظرية الأجناس الأدبية" (لكارل فييتور، وولف ديتر ستمبل، وروبرت شولس، وهانس روبرت ياوس، وجان ماري شافر) كان نقاشًا حادًا وشديد التباين دومًا، فمنذ العصور القديمة إلى يومنا، لم يتوقف الجدال حول تعريفها، وعددها وعلاقاتها بل حول وجودها ذاته.

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

مدخل إلى العناصر المكوّنة لنصّ الأدب الوجيز

كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh 
  كامل فرحان صالح *

أستاذ في الجامعة اللبنانية


لم يعد خافيًا على المتابع للحراك الأدبي، أن التوجه العام للنشاط الإبداعي هو في سلوك درب الإيجاز، لا سيما عبر نوعيه الأساسيين: الشعر والقصة. ويمكن تفسير ذلك بمدى قدرة الكلمة/المفردة على حمل دلالات، أصبح من غير الممكن حصرها.
ولعله من الممكن القول إن هذا التوجه نحو "الأدب الوجيز"، يتمتع بعناصر لا تبدو متابينة عن العناصر التي تشترك في تكوين العمل الأدبي عمومًا، وأبرزها: التجربة الشعورية، والصدق، والعمق، والمتعة، واللغة، فضلا عن مؤثرات أخرى تشكل في مجموعها سمات أساسية ليكون العمل أدبيًّا. إذًا، وبناء عليه، ثمة عناصر مشتركة يستمدها الأدب الوجيز من شجرة الأدب التي أخذت تنمو وتثمر النصوص الإبداعية عبر رحلتها الطويلة، ورغبة المبدع في التعبير باستمرار، عن ذاته ومجتمعه والكون.
لكن، وإذا وافق المرء على هذا المسار أي أخذ اللاحق عن السابق، يبدو أن العنصر الأبرز الذي يعدّ روح الأدب الوجيز، هو:

الأربعاء، 9 أكتوبر 2019

الكلمة في الأدب الوجيز : خلخلة الثابت والذوات المتعدّدة

كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh

  كامل فرحان صالح *

لم يعد خافيًا على المهتمين بالشأن الإبداعي الأدبي شعرًا ونثرًا، إدراك وقع فضاءات الكلمة وعوالمها في سياقاتها عبر خروجها على غير تفسير ومعنى، وكأن الكلمة تصبح نافذة تطلّ على مساحات رحبة من العلاقات والدلالات والمستويات…، فتبدو في حروفها القليلة المتصلة، قادرة على أخذ متلقيها، إلى حيث يريد في لاوعيه، وما يختزنه من ثقافة، وما عاشه من تجارب.
وإن كان ثمّة اهتمام تاريخي بـ»الكلمة»، وتركيز أساسي عليها في عمر الحضارات، لكونها المفتاح لأبواب التحوّلات الكبرى، فإن توظيفها اليوم، ضمن ما بات يُعرف باسم «الأدب الوجيز» يأتي في هذا السياق، إذ إن «الكلمة» لم تعد أيقونة هذا النوع الأدبي فحسب، بل هي «ماء النص» الذي يعكس ما تمور به روح المبدع والمتلقي، فيحمّلها كل منهما، مخزونه المعرفي، وانفعالاته الإنسانية الممتدة منذ خلق آدم من طين إلى يوم عودته إلى الطين.
لا يمكن للكلمة في الأدب الوجيز أن تكون، إلا في انزياحها عن معناها لتنحو منحى الدلالات/الحالات المتعددة، إذ يمكن للكلمة الواحدة أن تحمل قارئها إلى حالة من النور، وحالة أخرى من العتمة، حالة من القلق وحالة من الاستقرار، حالة من العشق وأخرى من الكره…، وهكذا هي في توليد مستمر للدلالات مع حالة كل قارئ. أما إن استقرت وثبتت، فقد انتهى ارتباطها بالأدب الوجيز عبر نوعيه: شعر الومضة، والقصة القصيرة جدًا.

جديد الموقع

#صباحكم_ومضة

اقرأ أيضًا

التصانيف

الأكثر مشاهدة