قيد الإنشاء - أنتم الآن في رحاب ملتقى الأدب الوجيز - قيد الإنشاء

الأربعاء، 8 يناير 2020

الأدب الوجيز نوعٌ أدبيّ؟

كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
كامل فرحان صالح - kamel farhan saleh
 كامل فرحان صالح *

أستاذ في الجامعة اللبنانية

هل يمكن الحديث عن نوع أدبي جديد اليوم من خارج الأنواع (الأجناس) المعروفة والمتوارثة؟
يبدو أن طرح هذا السؤال مشروع، في ظل صعوبة البت بهذا الموضوع، نظرًا لتراجع حركة النقد الأدبي عالميًّا لمصلحة حركية "الفوضى" التي سببتها العولمة على غير صعيد. ولعل المرء لا يغالي إذا قال إن البت النهائي بأنواع أدبية جديدة قد بات شبه متوقف منذ الحرب العالمية الثانية، وكل ما يصل القارئ اليوم من بروز لنوع أدبي، يلحظ عند التدقيق والمتابعة، وجود تخبط غير قليل في تحديد سمات هذا النوع وخصائصه.
أمام هذا المشهد الضبابي، هل يصحّ الحديث عن طرح "الأدب الوجيز" بوصفه نوعًا أدبيًّا جديدًا؟
لا شك بدايةً، إن الحديث عن الأنواع الأدبية الشعرية منها والنثرية، يجد مسوغًا له تفرضه المستجدات التي تطرأ على واقع الأدب، وإذا تأخر النقّاد والمؤرخون عن ملاحظة ظاهرة نوع أدبي جديد، فهذا لا يعني عدم وجودها؛ فالأنواع أشكال متحركة، قابلة للاختراق والتداخل والتحول، ويبرز التاريخ الأدبي، مدى اتسامها بنشاط تطوري ناتج من حركية المجتمع نفسه. وعلى الرغم من تفاوت الاهتمام بالأنواع الأدبية على مرّ العصور، إلا أن النقاش الدائر حولها، كما يلحظ أصحاب كتاب "نظرية الأجناس الأدبية" (لكارل فييتور، وولف ديتر ستمبل، وروبرت شولس، وهانس روبرت ياوس، وجان ماري شافر) كان نقاشًا حادًا وشديد التباين دومًا، فمنذ العصور القديمة إلى يومنا، لم يتوقف الجدال حول تعريفها، وعددها وعلاقاتها بل حول وجودها ذاته.

جديد الموقع

#صباحكم_ومضة

اقرأ أيضًا

الأكثر مشاهدة