
أمين الذيب
♦ الدّكتورة درّيّة كمال فرحات*

جريدة البناء - يوليو 22, 2020
في أمسية من أماسي معرض الكتاب العربيّ في بيروت منذ سنوات التقيت به لأوّل مرّة؛ فقد لفتني عنوان النّدوة التي كان مضمونها الومضة والقصة الوجيزة. وهو موضوع جديد على السّاحة الأدبيّة قد جذبني، فأصبحت مشدودة إليه كما تتّجه الفراشة إلى الضّوء.
رأيته يسعى إلى تيسير العمل قبل البدء في النّدوة، يعدو كمهرٍ جامحٍ، يترقّب الجميع كنسر يحلّق عاليًّا. يجلس على مقعده باطمئنان عقل مدبّر أعدّ برنامجه بدقّة، ينطلق من إيمانه بضرورة ابتكار رافعةٍ أدبيّةٍ نهضويّةٍ تغييريّةٍ تواكب مسار التّقدّم الإنسانيّ، وتسهم في نقل النّصّ الأدبيّ إلى شكلٍ أكثر تطوّرًا وإلى معنًى أكثر كثافةً، واعتماد شعر الومضة والقصّة الوجيزة، ويعني ذلك الاختزال اللّغويّ من حيث الشّكل، والتّكثيف من حيث المضمون.